شيـــطانــــي الصـغيــــر....!!!

أيقظني شيطاني الصغير ذات ليلة, كُنت فيها كَمن شَرِب من رحيقِ العنبِ حتى ارتوى بُؤساً
و ألماً!!..

أخذت اهذي بِـإسمها: شــ.... , شـ....!..

اقتربَ مني شيطاني الصغير , وهمس في أُذني:
- الآن بعدما هجرتها ووبختها, تستطيعُ الإتصالَ بها!, اعتذر منها واذهب إليها واطبع قُبلةً على شفتيها!..

كُنت اشعر ببرودةِ أطرافي وشيطاني يحدثني!, عندها فقط ادركت
أني مِـــــت!...

*******************************


ينظر إلي كمن اضاع شيئاً في وجهي!, يقلبُ ناظريهِ بينَ عينيَ وعضلات جسدي المفتولة!..

أتظاهر بِعدم الإهتمام وأتلفتُ يُمنةً و يسرة!..

أعلم ان لهُ مآربَ اخرى!...

اسمع صوتاً بِداخلي يقول:
- لا عليك, تقدم الى الأمام وانفض غبار الأيام من تلك الزوايا الموحشة!..

فيرد شيطاني الصغير:
-لا أقدِر,لا أقدِر على سلخ الجلدِ من على جسدي. اتريد أن تُزهقَ روحي؟!!..

- ولكن, لا أُريد الاستمرار في هذا, تَعِبت, هذا يكفي!!....

*******************************


شعرتُ بالشوقِ إليه, قررت الذهاب لِزيارته هذا المساء..


- والدي..
هلاَ سامحتني؟..
اعلم أني كنت ورُبما لا زلتُ مُذنباً!, ولكن كُنتُ بِحاجةٍ إلى هذا لأتعلَم درساً لم يكن بِـوسعكَ ان تُعلمني إياه!..
والدي..
ها أنا هُنا الآن, هلاَ غفرتَ لي؟..
اعلم أنني كُنتُ قاسياً عاصياً!..
ولكني هُنا الآن!..
ألا يكفي يا والدي؟..
ارجوك سامحني, لا أستطيعُ النوم وبين أضلاعي براكينٌ من النيرانِ تحترق!, استنزفت كل قواي وأهدرت دَمي!..
اغفر لي..
اغفر لي..
اغفر لي يا والدي..


سِرتُ بعيداً عن مكانهِ وكنت اتمنى لو أنه أجابني..
وصلت الى كهفي فقابلني شيطاني الصغير!..
- أينَ كٌنت يا عزيـــــز؟..

- كُنتُ ابكي على قيرِ والدي!!...

*******************************


في تِلكَ الليلةِ, كُنتُ أُخاصِرها على حَلَبَةِ الرقص!..
توقفنا قليلاً..
قبلتُ يدها!..
جلسنا في زاويةٍ منعَزلة..
تحدثنا كثيراً..
قالت لِي كُل حكاياها..
اقتَربت مني..
همست في اذني..
أُحبك عزيــــز!..
طرتُ فرحاً..
حظنتها بِقوة!..
شعرت بِأضلاعها تُسحقُ بينَ يدي!!..




صــاحَ شيطاني الصغير:
- أنتَ تحلم يا عـزيـــــز!!!!....

*******************************



شيطاني الصغير, اتوسَلُ اليك دعني و شأني!, لم أعد أُطيقُ وجودكَ جانبي, كظلٍ تُلازمني!, إن لم تنتهِ لأرجمنَكَ أيها الشيطان السقيم!..

ضَحِكَ شيطاني, أخذَ ينظرُ إلي بِإستهتار..
لم احتمل نظراته, قررتُ ان اتخلَص منه للأبد!..

أحضرتُ سِكيناً, إقتربتُ منه, غَمدتها في صدره!..
ضحكت!..
ضحكت!..
خاطبته متشفياً:
- لقد نلت منك, نلتُ منك!..

نظرَ إلي شيطاني مُشفقاً!!..

سقطتٌ على الأرض!, وبدأتُ أنزِف!!!!!....

**********************************


عـــــــــــزيـــــــــــــــز